
الطريق من الجيد إلى العظيم The Hedgehog Concept
مفهوم القنفذ: الطريق من الجيد إلى العظيم
مستخلص من كتاب “من جيد إلى عظيم” – جيم كولينز
مفهوم القنفذ هو فكرة بسيطة لكنها عميقة، بُنيت على فهم جوهري للتقاطع بين ثلاث دوائر:
2. ما الذي يمكنك أن تكون الأفضل في العالم في أدائه؟
3. ما الذي يُحرّك محركك الاقتصادي أو مصدر مواردك بأفضل شكل؟
الانتقال من “جيد” إلى “عظيم” لا يحدث فجأة. بل هو نتاج سلسلة من القرارات الحكيمة، تُتخذ باستمرار وفق هذا المفهوم، وتُنفذ بإتقان بالغ، وتتراكم خطوة بخطوة على مدى زمني طويل.
هل أنت قنفذ أم ثعلب؟
في مقاله الشهير “القنفذ والثعلب”، قسّم إسحاق برلين العالم إلى نوعين من الناس بناءً على مثل يوناني قديم:
“الثعلب يعرف أشياء كثيرة، لكن القنفذ يعرف شيئًا كبيرًا واحدًا.”
الذين قادوا الشركات التي تحولت من جيدة إلى عظيمة كانوا، بدرجات متفاوتة، قنافذ. استخدموا طبيعتهم القنفذية للتركيز على ما نسميه “مفهوم القنفذ” لشركاتهم. أما أولئك الذين قادوا الشركات المقارنة (التي لم تحقق هذا التحول)، فكانوا في الغالب ثعالب: مشتتين، متقلبين، ويفتقدون إلى رؤية موحّدة.
نفس الواقع الذي بدا بسيطًا وواضحًا لشركات “من جيد إلى عظيم”، ظل معقدًا ومشوشًا لدى الشركات المقارنة. لماذا؟ لسببين:
1. لأنها لم تطرح الأسئلة الصحيحة، وهي تلك التي تقودك إليها الدوائر الثلاث.
2. لأنها وضعت أهدافها واستراتيجياتها بدافع من التباهي والغرور، لا من الفهم الحقيقي.
الفهم الحقيقي لا التباهي
مفهوم القنفذ ليس هدفًا ولا استراتيجية ولا خطة ولا نية لتكون الأفضل.
إنه ببساطة فهم عميق لما يمكنك أن تكون الأفضل فيه.
وهذا التمييز بالغ الأهمية.
كل منظمة تطمح أن تكون الأفضل، لكن القليل فقط يفهم — بوضوح حاد وخالٍ من الأنا ما الذي يمتلك فعلاً القدرة على التفوق فيه، وبنفس الأهمية: ما الذي لا يمكنه التفوق فيه ، وهذا الفهم هو أحد الفروقات الجوهرية بين الشركات التي أصبحت عظيمة، وتلك التي بقيت عادية.
تجاوُز معضلة الكفاءة
التحول من جيد إلى عظيم يتطلب تجاوز ما يسمى بـ”معضلة الكفاءة”.
يتطلب الانضباط لتقول:
“مجرد أننا جيدون في هذا — ومجرد أننا نُحقق أرباحًا — لا يعني بالضرورة أننا نستطيع أن نصبح الأفضل فيه.”
شركات “من جيد إلى عظيم” أدركت أن فعل ما تجيده سيبقيك جيدًا فقط.
أما العظمة فلا تتحقق إلا بالتركيز على ما يمكنك أن تفعله أفضل من أي جهة أخرى في العالم.
الحقيقة الهادئة
عندما وصلت تلك الشركات أخيرًا إلى مفهومها القنفذي، لم يكن الأمر مصحوبًا بصخب أو عبارات استعراضية.
بل كان أشبه باعتراف هادئ بحقيقة واضحة، تمامًا كأن تقول: “السماء زرقاء” أو “العشب أخضر”.
حين تُدرك مفهومك القنفذي الحقيقي، تسمع صداه كأنه نغمة واحدة صافية، ضُربت بإتقان، تتردد في صمت قاعة ممتلئة بعد نهاية مقطوعة هادئة من كونشيرتو لموزارت.
لا حاجة للكلام؛ الحقيقة الهادئة تتحدث عن نفسها.
النشرة البريدية
اشترك في النشرة البريدية ليصلك كل جديد